تفسير سورة العصر
والعصر قال ابن عباس : هو الدهر ، أقسم به سبحانه وتعالى لما في مروره من أصناف العجائب : إنّ الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصو بالصبر .
كان من عادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا أن يقرأ بعضهم هذه السورة ، سورة العصر ، وذلك لأنها جامعة للخصال التي يكون بها العبد ناجيا مفلحا في الآخرة .
أ- والخصلة الأولى : هي خصلة الإيمان ، والإيمان إذا أطلق يكون شاملا للإيمان يالله ورسوله .
ب- والخصلة الثانية : هي عمل الصالحات ، وعمل الصالحات عبارة عن أداء ما افترض الله على عباده من الأعمال .
ج- والخصلة الثالثة : التواصي بالحق ، أي ينصح بعضهم بعضا بالإرشاد إلى عمل الخير والبر ، فلا يداهنون ولا يغش بعضهم بعضا .
د- والخصلة الرابعة : التواصي بالصبر وذلك بمعنى التناهي عن المنكر ، أي لا يداهن بعضهم بعضا ، لأن المداهنة خلاف حال الصالحين . فالله تبارك وتعالى أخبر في هذه السورة: بان الانسان كلهم في خسران. اي في هلاك الاّ من جمع هذه الخصال المذكورة في هذه السورة: الإيمان بالله وبرسوله ، وعمل الصالحات ، والتواصي بالحق أي يحث ّ بعضهم بعضا على عمل البر . والتواصي بالإنكفاف عما حرم الله تعالى . وهذا حال من اختارهم الله تعالى من المؤمنين بأن يكونا من أحبابه وأصفيائه وأوليائه .